كورتولوش : سياستنا للنشر

0 63
image_pdf

سياستنا للنشر

مع حركة 27 مايو/أيار؛ إنّ التوازن النسبي القائم بين البرجوازية الإصلاحية والأوليغارشية المالية خلق بيئة ديمقراطية في تركيا وإنْ كانت محدودة.

انفتح اليسار وتطور في إطار هذه الحقوق الديمقراطية المحدودة واكتسب درجة معينة من العلنية. في حين أن هذه البيئة الديمقراطية المحدودة مكنت اليسار من التطور، إلا أنها كانت أيضاً بمثابة أساس مادي لتطور وتأصل/تجذر التحريفية والاشتراكية البرجوازية-الصغيرة داخل اليسار. بناءً على هذا تمكنت استسلامية TİP من الانتشار. في مواجهة استسلامية TİP؛ فإن هذه البيئة بالتحديد هي السبب الأكثر أهمية وراء كسب تحريفية مهري بيللي قوة كبديل ثوري في اليسار.

بعد عام 1966 وبالمزامنة مع اشتداد الصراع الطبقي في تركيا، بدأت الترجمة السريعة للكلاسيكيات الأساسية للاشتراكية العلمية إلى اللغة التركية في تبديد الضباب عند اليسار.

لقد قامت ترجمة الأعمال الأساسية للاشتراكية العلمية إلى اللغة التركية بإزالة النظرية الاشتراكية في بلدنا عن أن يكون التدريب العقلي لحفنة من مثقفي اليسار. وهكذا أصبحت النظرية الاشتراكية في بلادنا قوة مادية كدليل العمل لحرب المناضلين الحقيقيين في الصراع. هذا وبالإضافة إلى حقيقة أن الثورة البروليتارية أصبحت مهنة تتطلب الشجاعة والحزم والحماس، جنباً إلى جنب مع الصراع الطبقي الذي تسارع وشحذ خاصةً في السنوات الثلاث الماضية، بدأت تكشف بسرعة عن طبيعة المستسلمين والتحريفيين ومشعوذي الثورة في اليسار.

لقد أدى احتدام الحرب الطبقية إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في بلدنا. لدرجة أن جميع شرائح المجتمع اليوم ينتظرون شرارة مثل بركان جاهز للثوران، بصرف النظر عن عدم رغبتهم في العيش كما كان من قبل.

هذه الزوبعة الثورية التي بدأت تهز جميع قطاعات المجتمع، أظهرت للمناضلين الشباب أنهم الوحيدون المتبقون في ساحة الثورة. أحدثت هذه الزوبعة تغييرات عميقة في ذات ووعي وقلب المناضلين الشباب الذين ناضلوا بتفانٍ في مختلف أقسام النضال الثوري؛ لقد حطمت جميع أنواع العلاقات الإقطاعية والأبوية. جمعت الحياة بين مناضلي العمال والفلاحين والطلاب في الممارسة الثورية. وهكذا على أسس اللينينية؛ ولد تنظيم ثوري بروليتاري بالمعنى الواسع للكلمة، شكلته الرفاقية الثورية. هذا هو تنظيم أولئك الذين يسعون جاهدين لتوجيه النضال الثوري في جميع القطاعات من المناطق الريفية إلى المصانع والجامعات بمواجهة كل ضغط وعنف وإجبار الجبهة المضادة-للثورة في تركيا.

صحيفة كورتولوش هي الجهاز الأيديولوجي والسياسي لهذا التنظيم.

ازدهرت هذه الحركة وتطورت وتعززت في بيئة كانت فيها التحريفية نشطة لسنوات عديدة. لذلك بغض النظر عن مدى ضيق الأمور في البداية إلى حد ما، ستحمل آثار هذه البيئة داخلها. التفكير بعكس ذلك هو المثالية. سيتم التخلص من هذه البقايا بمحاربتها ثم محاربتها في الحرب.

في بلدنا اليوم؛ من الممكن أن نرى نشاط التحريفية في مختلف المجالات. على سبيل المثال؛ إن نشر مجلة شهرية منفصلة من ثمانين صفحة للمثقفين الاشتراكيين، ومجلة أسبوعية من ستة عشر صفحة لأولئك “المتوسطي المستوى”، وصحيفة جماهيرية لجماهير العمال والفلاحين، ليس سوى تعبير عن سياسة النشر التحريفية.

في البلدان التي تحتلها الإمبريالية حيث تكون الحرب الشعبية محطة ضرورية، فالأساليب الأساسية لنضال الاشتراكيين هي الأسلوب المسيس للحرب العسكرية. لا يمكن أن تكون هذه هي سياسة النشر الثورية لأولئك الذين يأخذون هذا الأسلوب كأسلوب أساسي.

سياسة النشر هذه؛ هي سياسة المنحرفين عن الحرب الشعبية والقائمة على المجلات والصحف. يعتمد أساس سياسة النشر هذه على فكرة التنظيم حول المجلة. إن التنظيم حول مجلة تُنشَر في المدن الكبرى والانتقال من خلالها إلى التنظيم الحزبي هو مفهوم تحريفي للتنظيم. هذه ليست الطريقة التي يمكن بها تنظيم الثوار في البلدان التي تكون فيها الحرب الشعبية محطة ضرورية والتي ستتبع طريقاً من الريف إلى المدن!

بالإضافة إلى ذلك إن سياسة النشر هذه خاطئة من عدة جوانب.

أولاً؛ لا يمكن توعية الجماهير بالجهاز الجماهيري، إلخ. تصبح الجماهير واعية وتنظم نفسها في الحرب، في الممارسة العملية من خلال الشرارة التي ستشعلها الطليعة. لا يوجد مثل هذا التلفيق لمفهوم الجهاز الجماهيري في سياسة النشر الثورية.

ثانياً؛ إن مجلة منفصلة للمثقف، ومجلة منفصلة للعامل، للفلاح، ليست نتاج مفهوم ثوري. في أحسن الأحوال، لا يمكن أن يكون هذا إلا نتاج الفكر المثقف الذي ينظر بازدراء إلى الجماهير الكادحة. على سبيل المثال؛ في الإيسكرا التي خاطبت العمال، تمت مناقشة أكثر مسائل الاشتراكية تعقيداً بسهولة.

في الماضي، كـ كورتولوش، ارتكبنا نفس الخطأ. نحن ننتقد أنفسنا في هذا الصدد. من الآن فصاعداً ستنقل صحيفة كورتولوش وجهات نظرنا الأيديولوجية والسياسية إلى الجماهير. مع تحقيق هذا الطابع من قبل كورتولوش (وبعبارة أخرى؛ جهاز الشباب-الثوري) لن يظهر بشكل منفصل كجهاز أيديولوجي وسياسي متقدم. لأن حركة الشباب-الثوري ليست منظمة منفصلة مستقلة عن حركتنا. الشباب-الثوري هي المنظمة الشبابية الجماهيرية لحركتنا. لذلك؛ فإن صحيفة كورتولوش للجهاز الأيديولوجي والسياسي لحركتنا تعبر أيضاً عن آراء الشباب-الثوري. ومن الآن فصاعداً ستقوم منظمة الشباب-الثوري والتي هي منظمة عملية؛ بتنفيذ ارتباطها العضوي بقاعدتها (كتابياً) من خلال النشرات المتقدمة الصادرة عن الهيئة التنفيذية المركزية.

نحن ندافع عن النضال النشط ضد الإمبريالية. نحن الذين نقبل الأسلوب المسيس للحرب العسكرية كشكل أساسي للنضال؛ سنشن هذه الحرب بأقل قدر من البيروقراطية. لن نتدحرج أبداً إلى مستنقع القرطاسية. سننقل وجهات نظرنا إلى الجماهير بهيئة أيديولوجية وسياسية واحدة. بالإضافة إلى ذلك؛ سيتم إصدار أعداد خاصة من كورتولوش والتي تجلب المعلومات للنضالات الاقتصادية والديمقراطية للجماهير والقضايا الإقليمية وتلقي الضوء على قضاياها الملموسة. سيتم إجراء أبحاث طويلة وجدل نظري وأيديولوجي وترجمات تسلط الضوء على الممارسة الثورية مع الكتيبات التي ستنشرها دار نشر كورتولوش.

كورتولوش، العدد: 1

ماهير جايان

15 مارس/آذار 1971


ترجمة من تركي ألى عربي محمد كمال

image_pdf
Bunları da beğenebilirsin

Cevap bırakın

E-posta hesabınız yayımlanmayacak.