ماهر جآيان : طبيعة انتهازية الـ سعدون أرن

0 172
image_pdf

طبيعة انتهازية الـ سعدون أرن*

“من ناحية أخرى، ذهب أصدقاؤنا سعدون أرن وفاطمة حكمت إشمن إلى زنكولداغ و أيرليسي تابعة لـ قره دنيز في الأيام الأخيرة، والتقوا بالرفاق من الحزب والعمال هناك، وأجابوا على أسئلة مختلفة وأخذوا معلومات عن مشاكل المنظمة”. (إمك، 14 تموز 1969، العدد 6)

تظهر الانتهازية داخل الحركة الاشتراكية بأقنعة مختلفة.

إن قناع الانتهازية تحدده البنية الاقتصادية والاجتماعية لذلك البلد، ودرجة تطوره – مستوى الوعي السياسي وتنظيم البروليتاريا، الذي تربطه علاقات لا تنفصم بدرجة التطور – وبالتالي يحدد طبيعة مرحلة الثورة التي يمر به البلد.

باختصار، وفقا للتناقضات الرئيسية والثانوية في البلاد ، تتشكل الانتهازية ، وتعدل أقنعتهاولباسها.

وبما أن التناقضات المعادية والتناقضات التي لا يمكن التوفيق بينها للمصالح ستكون محلولة إلى حد كبير في بلد انتقل إلى الاشتراكية، فإن طبيعة تناقضاتها هي في شكل تناقضات “قابلة للتسوية” ليست معادية، وليست تناقضات خاصةبالمجتمع الطبقي. الهدف الانتهازية هي تحويل “تنقاضات قابلة للتوافق المصالح” إلى “تنقاضات غير قابلة للتوافق”.من أجل تحقيق ذلك، فإنهاتقوم بمحاولات خبيثة وتنتظر باستمرار بيئة مناسبة في كمين.

في البلدان غير الاشتراكية، تظهر الانتهازية في ملابس مختلفة وفقا لمراحل النضال.

في بلدأكملت الثورة الصناعية، توجد فيها طبقة بروليتارية قوية جدا صاحب وعي سياسي عالي فإن الانتهازية تعمل على تقوية الجبهة المعادية، وتقليص وسائلها ومعداتها الخاصة أقل مما هي عليه، من بدل القيام بعملية في وقت المناسب فأنها تقوم بالانتظار. إنها يشكل عنصر توازن لصالح  برلمانية البرجوازية.

في بلد شبه-مستعمَر وشبه-إقطاعي مثل بلدنا، الذي هو في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية، تقول الانتهازية  “الثورة يجب أن تتبع خطا مستقيما” يقومبدفع القوى التي يمكن أن يكون حليفهاأويحيده إلى الطرف المعادي، ويتجاهل التمييز بين التناقض الأساسي والتناقض الثانوي، أو يقبل التناقض الثانوي كـتناقض الأساسي. يقوم بنضال أعمى ضد جميع الطبقات والشرائح التي لها تناقض مع الطبقة البروليتاريا:وعلى حد تعبير ماو تسي تونغ، “مثلما قاد الأسماك إلى المياه العميقة والعصافير إلى الغابات الكثيفة، يقوم بتوجيه ملايين الناس على ملايين وجيشا قويا ضد العدو، لكي يباد! وهو ما سيصفق له العدو بلا شك”.أو حتى لفترة معينة من الزمن، يهمل مشاكل إعطاء الوعي السياسي والتنظيم للطبقة العاملة ولا يظهر الجهد اللازم. لو كان لفترة معينة من الزمن، يهمل مشاكل إعطاء الوعي السياسي والتنظيم للطبقة العاملة ولا يظهر الجهد اللازم. أو قيام بتقيمات خاطئة حول أوضاع صعبة نسبياً أو بسبب الخوف وغيرها من الاسباب إظهار قوة الثورة-المضادة أكبر مماهو عليه، وتقيم قواها بضعف وتقف ضعيفاً في النضال التحرر الوطني أو أنها تنسى تناقضها الثانوي مع طبقات الوطنية ولايسيطر على الوضع.

في بعض الأحيان يمتزج نوعان من الانتهازية معاً في بلدنا. يمكن للفصيل الذي يدعي أنه اشتراكي أن يكون انتهازي يساري ويميني بنفس الوقت.

بعد أن ذكرنا بإيجاز السمات المميزة للإنتهازية في مراحل الثورة في البلدان الرأسمالية المتطورة والاشتراكية والمتخلفة.دعونا نأتي إلى الطابع العام الذي لا يتغير للانتهازية. بغض النظر عن المرحلة الثورية التي هي فيها، وبغض النظر عن القناع الذي ترتديه، فإن السمة الثابتة للانتهازية هي الهروب من الصراع الأيديولوجي. أن المضادالانتهازية هو الصراع الأيديولوجي. لا يمكن للانتهازية أبدا أن تواجه علنا الثوريين البروليتاريين.

(1) وتعد الحالات التي وقعت في أيرلي ومحافظة زنكولداغ في تنظيم حزب العمال تركيا دليلاً واضحاً على ذلك عملياً.

9 حزيران التنظيم  حزب العمال تركيا في أيرلي

أن السيد سعدون أرن مع فاطمة حكمت إيشمن يقوم بشرح مشاكل الاشتراكية(عليكم فهما الانتهازية) في تركيا لاصحابنا العمال في تنظيم الحزب:

“نحن ندافع عن الثورة الاشتراكية تحت قيادة البروليتاريا. هم يدافعون عن الثورة الديمقراطية التي تقودها البيروقراطية العسكرية والمدنية، من الإصلاحيون البرجوازيون الصغار… الثورة الديمقراطية في تركيا اكتملت إلى حد كبير.(1923) لهذا السبب فإن المرحلة التي أمامنا هي مرحلة الثورة الاشتراكية… الإمبريالية هي بالأحرى ذات طبيعة عسكرية في بلدنا، ونضالنا اشتراكي، أي نضال ضد الإمبريالية والإقطاعية والرأسمالية… . إذا كان هناك، كما يقولون، برجوازيون صغار، ضد الإمبريالية، فسوف ينضمون إلينا لأن النضال الاشتراكي ينطوي على نضال مناهض للإمبريالية وضد الإقطاع… :.. لينين دافع عن الثورة الديمقراطية في روسيا ضد الاستبداد. من أجل العمل 8 ساعات وغيرها. هل يوجد الاستبداد في تركيا؟ توجد في تركيا ديمقراطية.- ينادي احدى رفاقنا ويقول نموذج فليبيني – ليكون، اليست ديمقراطية؟ يجاوبه…

“هناك أمثلة كثيرة في المراحل التاريخية التي اختلطت مراحل الثورة الديمقراطية مع الثورة الاشتراكية، وهذا شيء طبيعي…”

“على سبيل مثال فلتسقط امريكا من شعارات مناهضة للامبريالية في الأحد الدامي المشهور ضد فيلو6 فقد ضلت ضعيفة مقابل شعارات اشتراكية معامل للعمال والارض لفلاحين. هذا يدل بان المرحلة الثورية الراهنة هي مرحلة الاشتراكية”.

هكذا يتم شرح الاستراتيجية الثورية لـ حزب العمال تركيا(TİP)لمنظمات الأناضول في تركيا من قبل الانتهازية…يتم تعريفنا كأشتراكيين بروليتاريا واخوتنا الحزبية بعملاء البرجوازية الصغيرة من قبل” اليسار التركي” لاننا لم نسمح بدخول الادرايين الانتهازيين إلى منظمات الحزب.

بالطبع، تدخلنا على الفور في خطاب سعدون أرن مع عدد قليل من الأصدقاء الثوريين من إريرلي.أن الثورة الوطنية الديمقراطية هي ثورة يمكن تحقيقها تحت قيادة البروليتاريا، جنبا إلى جنب مع الطبقات والشرائح الثورية الأخرى،أن الثورة الديمقراطية هي مرحلة ضرورية من مراحل الماركسية،أن الثورة الوطنية الديمقراطية تشكل المرحلة اللازمة لاجتيازها للبلدان شبه المستعمرة وشبه الاقطاعية،و أنه كان قرار الأممية الثالثة (الأممية الأكثر ثورية التي شارك فيها لينين وستالين) وأطروحة وقف عليها ماو تسي تونغ،وأنه لا يوجد اشتراكي بروليتاري في تركيا يعترف بقيادة البيروقراطية البرجوازية الصغيرة،، لكننا قلنا إن هذه الطليعة يمكن تحقيقها في الحركة، وليس في شكل ثابت مسبق.

لقد أوضحنا بإيجاز أن سعدون سعدون أرن زور الحقائق، وقال كلمات غير منطوقة كما لو كانت قد قيلت، وكلامه كذب، وأنه في بلد شبه مستعمروشبه إقطاعي، الدفاع عن ثورة مرحلة متقدمة، أي الثورة الاشتراكية، لم يكن سوى خيانة للاشتراكية وخدمة للإمبريالية الأمريكية لأنها قسمت الجبهة الوطنية، مع إعطاء أمثلة من ثورات البلدان الأخرى.

عندما دخلنا الغرفة ، لم يخفوا دهشتهم وسألونا عما كنا نبحث عنه هنا، وبدوا بالملل الشديد من هذا اللقاء( لاننا من أولئك الذين طلبوا طرده من الاتحاد الاندية الفكرية””FKF بسبب خدماته للامبريالية)حيث تم إنقاذ سعدون أرن من هذه الزاوية المحصورة من قبل السيدة فاطمة حكمت إشمن ، صوت الاشتراكية (!) في مجلس الشيوخ.كانت واضحة من حالتها أنها لاتحب نقاش حول مسائل النظرية، حيث تدخل مرة واحدة فقط في المناقشات، وقالت في إطارعلاقات فترة ما قبل الرأسمالية، “أن شعار الثورة الديمقراطية في شرق الأناضول لا يجوز. لأن شعوب الشرق ليس لديها تناقض مع أمريكا. لذلك، فإن الشعارات المناهضة للإمبريالية عديمة الفائدة“، وهذا مما يدل على مدى معرفتها بالاشتراكية (!)، وفجأة مرضت السيناتور فاطمة خانم – دخل الألم إلى يسارها ويمينها.لذلك عليها الرجوع إلى أنقرة في اقرب وقت وهي تحتاج إلى الراحة ، وأنها كانت متعبة جدا لأنها كانت يقود السيارة بنفسها. لذلك ، قالتعليهم المغادرة على الفور. عندئذ لاحظ زملائنا العمال كيف تغير السيد سعدون أرن وكيف تغير لون وجه ولم يتمكن من قول أي شي عن حديثنا تعصبوا وقالوا: “لقد قمتم أخبسعدون أرنا بالأشياء الخاطئة عن أولئك الذين يدافعون عن الثورة الديمقراطية، لكن الحقيقة ليست كذلك، لذلك هذا المسالة يحتاج إلى توضيح” وأعترضوا على الفور على هروبهم. لكن فاطمة خانم كانت مصرة على” سأذهب أنا”. والسيد سعدون أرن قال أنه مضطر الذهاب مع فاطمة خانم لأنه مرتبط معها. . قاوم الرفاق الحزب لمنع هذا الهروب. وبعدها قام سعدون سعدون أرن بإعطاء وعدوأنه سيأتي في وقت لاحق – تقرر 5 تموز – نتيجة إصرارمنا ومن المؤيدي الحزب. من بعد أن رجع الفرح إليه قامت مع السيدة فاطمة وغادروا مكتب الحزب.

واصلنا حديثنا في الحزب بإخبار زملائنا العمال عن انتقاداتنا الأخرىلأحاديث سعدون سعدون أرن التي لم نتمكن من توجيهها إليه لأنه غادر مكتب الحزب.لقد قلنا إن شعار ” أرض لـفلاح، مصنع لـعامل”، الذي طرحه السيد سعدون أرن كشعار اشتراكي، خاطئ، وأنه شعارات لمرحلتين المنفصلتين للثورة مختلطة معا، وأن المصنع في منطقة ما يعود إلى الدولة العمالية، وليس للعمال في تلك المنطقة، وأن هذا الشعار لا يمكن أن يكون إلا شعارا لمرحلة إقامة الدولة العمالية (المرحلة الاشتراكية)، وأن شعارأرضلـفلاح ليس اشتراكيا بل شعار الثورة الديمقراطية.

أولئك الذين يهدفون، تحت قيادة البروليتاريا، إلى بناء الاشتراكية مع جميع الفلاحيين – باستثناء العناصر الإقطاعية – يطلق عليهم اسم الاشتراكيوا البرجوازية الصغيرة في الأدب الماركسي، وأنه طالما أننا نحن الاشتراكيين البروليتاريين نسير معا مع جميع الفلاحيين-باستثناء العناصر الإقطاعية- فإن الثورة الماثلة أمامنا هي ثورة ديمقراطية، وفقط بعد اجتياز هذه المرحلة سيكون من الممكن النضال من أجل إقامة الاشتراكية مع تحالف البروليتاريا وشبه البروليتاريا والفلاح الفقير.وأوضحنا بالتفصيل أن البرنامج الحالي لحزبنا يشكل برنامجا غير مكتمل للثورة الديمقراطية (برنامجنا الأدنى)، وأن الهدف الرئيسي هو بناء الاشتراكية البروليتارية (البرنامج الأقصى).

أن قولسعدون أرن: “بما أن هناك برجوازية صغيرة معادية للإمبريالية، فعليهم أن ينضموا إلى صفوفنا. لأن النضال الاشتراكي يشمل مناهضةالإمبريالية” يتعارض مع علم الاشتراكية وهو خاطئ. اولاً أن البرجوازية الصغيرة لن تناضل من أجل الاشتراكية، وأن بإمكانها المشاركة في النضال من أجل الثورة الديمقراطية لأن مصالحها تكمن في الثورة الوطنية الديمقراطية، وأن مشاركتها لا تعني ضمها إلينا، وأن كل طبقة ستناضل من أجل سلطتها الطبقية الخاصة، وأنها ستقف إلى جانبنا كقوة مستقلة، مع منظماتها المستقلة من أجل الهدف المشترك.ثانيا، لقد ذكرنا أنه لا ينبغي للمرء أن يعتبر البرجوازية الصغيرة متجانسة، وأن موقفها من النضال من أجل الثورة الوطنية الديمقراطية تظهر في ثلاثة أشكال مختلفة: مشكوك فيها، محايدة، ومؤيدة وفقا لوضعها الاقتصادي، ولكن حتى أولئك الذين مشكوك بهم في أعلى مراحل النضال من أجل الثورة الديمقراطية يمكنهم المشاركة في هذا النضال.

يمكن أن تختلط عناصر هاتين الثورتين،ففي” التكتيكين”(عدد 87) القسم “… ولكن هل يمكننا أن ننكر أن بعض العناصر هاتين ثورتين قد اختلطا معا في التاريخ؟ ألم نشاهد في أوروبا الغربية حركات اشتراكية مختلفة، مبادرات أشتراكية مختلفة خلال فترة الثورات الديمقراطية؟” في إشارة إلى سعدون أرن في محاولة تبرير انتهازيته بـ لينن. ونحن رداً على تحريفسعدون أرن، قلنا: “تعم، لقد كان التاريخ مسرحا لتقارب عناصر هاتين الثورتين، ولكن ليس لنجاح مثل هذه الاستراتيجية، بل كان مسرحا لهزيمتها“. من كتاب لينين “تكتيكين”(عدد82) قد وضعه بشكل صريح حيث قمنا بقراءة مقطعاً من عدد 82 كالتالي:” في التاريخ …الذين لا يفصلون بين الثورات الديمقراطية والثورات الاشتراكية، الذين لا يفرقون بين النضال من أجل الاشتراكية من النضال من أجل الجمهورية، والحكومة العمالية التي ارتكبت خطأ من خلال استيلاء على البنك المركزي الفرنسي (البنك في فرنسا) وغيرها من الاعمال نهايته كانت هزيمة”.

خلال هذه المحادثات لقد تم انسجام كاملاً مع رفاقنا العمال. وبعد محادثات طويلة مع مساندننا العمال غادرناهم على موعد اللقاء في 5 تموز. لم ننسى القول إن سعدون أرن لن يأتي في 5 تموز، لأننا نعلم بأن من خصائص الاساسية للانتهازية هي الهروب من الصراع الأيديولوجي. (2)

5 تموز زنكولداغ (3)

الذي قلناه في أيريلي كان صائباً. السيد سعدون أرن لم يكون موجوداً في زنكولداغ. رغم إبلاغ عن موعد الاجتماع من قبل رئيس مكتب منطقة حزب إلا أن رئيس مكتب محافظة أحمد حمدي دينلار رفض ذلك وقال: ” لم نكون بعلم ذلك، وإلا سعدون أرن قبل ثلاثة أيام كان موجود هنا”. على الرغم أننا قبل عندما التقينا مع سكرتير المحافظة قال لنا: ” نعم لنا خبر عن هكذا الامر؛ لكننا لم نراها ضرورياً”.

بالاختصار، فأن أنصار سعدون أرن قالوا كلمات متناقضة لبعضهم البعض من أجل إخفاء هروب سعدون أرن من رفاق الحزب.

عندما عادوا من قرية اورمان اولوس كانت في الحزب تجمع مؤلفة من 25-30 شخص. قمنا بشرح سبب مجيئنا إلى هنا للرفاق الحزب الذين تحت تأثير مجلس الادارة ممثلي انتهازية سعدون أرن. قلنا نحن أشتراكيون بروليتاريون الذين يناضلون ضد ممثلي زمر سعدون أرن وآيبار الانتهازية ضمن حزب العمال تركيا (TİP). من بين الحشد كانت تأتي إلى آذاننا كلمات تقول “ثوار الوطنية الديمقراطية” رداً على ذلك قلنا ليس هناك شيء باسم “ثوري وطني ديمقراطي”، بما أننا في بلد شبه مستعمر وشبه اقطاعي، هناك أشتراكيون بروليتاري يدعون بأن المرحلة الراهنة هي مرحلة ثورة وطنية ديمقراطية، عدم وجود تدريب داخل الحزب بسبب زمرة الانتهازية ودائماً تتعرض لتحريفات الانتهازية، لذلك هناك كثير من الأخطاء في مسائل اساسية، لذلك من الممكن عن طريق هذه النقاشات النظرية ملء فراغ الذي تركه اللاتدريب داخل الحزب، بهذا الشكل قد نتمكن من إيقاف الوعي الخاطئ ضمن الحزب. ونحن الاشتراكيون من خلال النقد بعضنا البعض بشكل قوي، يمكننا أن نبني الصداقة والتضامن والمساندة بين الاشتراكيون فقط وفقط باسلوب نضال الايديولوجي، وأن الآلية التي تجعل حزب ان تقف على أقدامها وتدوم حيويته هي آلية النقد- والنقد الذاتي.

رداً على كلماتنا قال رئيس شعبة حزب أحمد حمدي دينلار: ” نعم، معكم الحق. لكننا لسنا مستعدين للنقاش”.

انظروا إلى خطورة هذه الكلمات! تصوروا أشتراكي ليس جاهزاً للنقاش والحديث عن الاشتراكية. عليها تجهيز نفسه من قبل!

نعم، إذا كان أي عضو في الحزب هو الذي نطق بهذه الكلمات، وإذا كان هناك شخص لم يثر ضجة حول الأسئلة النظرية، كان من الممكن تبريره إلى حد ما.لكن هذا الرجل هو الرئيس الإقليمي لحزب اشتراكي في منطقة صناعية فيها مائة ألف عامل، الذي يقول إن المرحلة التي نحن فيها هي مرحلة الثورة الاشتراكية، والذي يتهمنا نحن الاشتراكيين البروليتاريين بالديكتاتورية. لذلك لا يمكن تبرير تلك تصرفات من قبل هكذا شخص. تعلمنا من رفاقنا الحزبيين بأن هذا الرجل مهنته عمارة وأحياناً يمر من زنكولداغ في اوقات انتخابات غيرها. إن حالة منظمة مقاطعة زنكولداغ، التي لديها مثل هذا الرئيس، مفجعة. لقد عزل الحزب نفسه تماما عن العمال، حيث يوجد أكثر من مائة ألف عامل صناعي – وليس هناك عامل مناجم واحد على وجه الخصوص، في الحزب. يا له من شيء غريب ومضحك ومثير للشفقة أنه في مثل هذه المنطقة الصناعية ، لا يتجاوز العضو العامل النشط في الحزب 10أعضاء. سنوات ورئيس مجلس الإدارة هو مهندس معماري يعيش في كوموش صيو تابعةلاسطنبول.لقد قامت مجموعة من أصدقاء الرئيس، من المقاوليين والمهندسين، السيدات والسادة من اسطنبول وأماكن أخرى، بفرض وجهات نظرهم البرجوازية الصغيرة حول العالم وأحكامهم على آلية صنع القرار في الحزب من خلال تقديمهم لمساعدات مالية للحزب.

وعلى الرغم من مقاومتنا مع عدد قليل من الأصدقاء الثوريين من الحزب والاتحاد الاندية الفكرية(FKF)، وأراد الأعضاء الآخرون فتح مثل هذا النقاش، لقد قام الرئيس بأنهاء الخطابات، قائلا إنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن الانتهازية وأعلن أنه سيغلق مبنى الحزب. وإذا كان بإمكاننا البقاء ليوم التالي إنضمام لأجتماع اقليم زنكولداغ لـكان بإمكاننا مناقشة هذه المواضيع.(4)وعندما أعلنا أننا سنبقى في اجتماع اليوم التالي، تبهدل مرة أخرى في أعين مؤيدي حزبنا في زنكولداغ  بقوله “لن تناقش هذه المسألة إلا بعد الانتخابات”.

لقد تركنا مبنى الحزب قائلين إن الهروب من الصراع النظري هو الطابع العام للانتهازية، لاسيما من بعد هروب السيد سعدون أرن، أيديولوجي الانتهازية، أن هروب تلاميذسعدون أرن أمر طبيعي للغاية.

6 تموز أجتماع زنكولداغ

سوف تناقش أنشطة مقاطعة زنكولداغ مع وافدين من منظمات الإقليم.المادة الاولى في النقاش هي بخصوص القرى تابعة لاورمان اولوس.وكانت الصورة التي ظهرت عند انتقاد العمل المتعلق بقرى اورمان اولوس على النحو التالي: لقد تعرضت منظمة زنكولداغ، التي هو معقل انتهازية سعدون أرن، حيث تعرض لوعي الزائف من الانتهازية، باستثناء عدد قليل من المخلصين وذوي النوايا الحسنة والبسالة والشجاعة. لكنه يتكون من أشخاص شعبويين يجهلون النظرية الاشتراكية. لم تكون شعبوية فقط، هناك إختلاط من إنحراف يميني ويساري  مع الاشتراكية البرجوازية الصغيرة أيضاً، من هذه المزيج ظهرت نظرية غريبة للاشتراكية. لدرجة أننا عندما قلنا إن السعي إلى إقامة الاشتراكية مع جميع الفلاحين تحت قيادة البروليتاريا هو اشتراكية برجوازية صغيرة، وأن عقول العمال، التي ليس لديها وعي نظري وتنوير أيديولوجي، مليئة بالأحكام قيم البرجوازية الصغيرة، اندهش أصدقاؤنا في الحزب.بهذه الطريقة فقط يمكن للانتهازية أن تتاح لها الفرصة للسيطرة على الآلية التشريعية وآلية صنع القرار داخل الحزب من خلال القيام بالكثير من الإطراء الكادح ضد أصدقائنا في الحزب الذين يجهلون النظرية الاشتراكية ، من خلال غرس موضوع أنك عامل ، وبالتالي اشتراكي.

هكذا يتم عمليات الحزب في ضوء هذه النظرية ووتقيمها. أن المثال اكثر وضوحاً لذلك هو تقيمات حول عمليات التي تمت في اورمان اولوس:( انظروا إلى بدون نظرية ثورية لا يمكن عملية ثورية. اليسار التركي عدد87).

في قرى اومان  اولوس يمتلك جميع القرويين تقريباً القليل من الاراضي. ينتجون لأجل الاستهلاكهم. وهم يعملون في مجال الغابات لمدة 3-5 أشهر في السنة بأدواتهم ومعداتهم الخاصة (الفؤوس والمناشير والثيران اللازمة لنقل جذوع الأشجار إلى “المستودعات الوسيطة”) ويقبضون أجورهم جزءاً منها العينية والجزء الآخر نقدا.

يتم استغلال الفلاح حتى النخاع من قبل المرابين – التجار وديون المرابين تزداد يوما بعد يوم. أنظروا إلى تقييم حول علاقات الانتاج لقرويين أومان أولوس التي تعيش بهكذا الظروف؛ يعمل القرويين في أعمال الغابة كـعمال، لأنهم يتقاضون الاجر. بما أن القرويين ياخذون بيوضهم إلى السوق فأن اسلوب الانتاج المهيمن هي أسلوب الانتاج الراسمالي. وبالتالي فأن التناقض بين القروي والبيروقراطي. هكذا يقييم الرئيس- غيرهم يقول أنه هناك تناقض قوة العمل-الراسمال.

قمنا بأنتقاد تقيمات “الرأسمال التجار الرابي” و”العامل” و” الانتاج من أجل استهلاك” على رأسهم رئيس شعية قره بوك السيد خالص أوزكان والطلاب الثوريين الذين انضموا لهذه العملية ونحن من خلال توضيحها.

وقد أثيرت اعتراضات مضحكة وغير جادة على هذه الانتقادات. على سبيل المثال، “العمال هناك لديهم بالضرورة وسائل الإنتاج، لذلك لا تتغير صفاتهم العمالية”.

وأكثر من ذلك بكثير…

ويتعلق البند الثاني من جدول الأعمال بمشاكل صحيفة “قبضة للمستغل“. لقد أشرنا إلى صفات أولئك الذين نشروا الصحيفة ، وموقفهم في العمل. لذلك ، لذا يتوجب عليكم الآن تقييم جودة صحف هؤلاء الاشتراكيين الحادين (!). لذلك ، لن أكتب بإسهاب هنا ما تمت مناقشته حول نطاق الصحيفة.

ومع ذلك، بما أنني أعتقد بأنه سيحدد الطابع العام لزمرة سعدون أرن الانتهازية ويوضح تماما ما يخدمه سعدون أرن موضوعياً، فسأقتبس النقاش حول مسألة تتعلق بالصحيفة كما هي.

“لا يوجد ذكر للإمبريالية الأمريكية في الصحيفة. على الرغم، وكما هو معروف، فإن بلدنا تحت شبه الاحتلال. ولهذا السبب نحتاج إلى خوض حرب تحرير وطنية الثانية. لماذا لا يوجد ذكر للإمبريالية لأمريكية في صحيفة تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى البروليتاريا، التي ستقود هذه الحرب حتى النهاية إلى جانب الطبقات الأخرى المناهضة للإمبريالية؟” و كان جواب لسؤالنا:

“العامل لا يرى الإمبريالية الأمريكية بشكل ملموس، بل يرى العامل صاحب العمل مقابله. على سبيل المثال، العقد أبرمته الحكومة. هل قامت الحكومة الأمريكية من القارة الأمريكية وجاءت إلى تركيا وأبرمت هذا العقد؟ هكذا يفكر العامل. ويقول أين أمريكا، أين تركيا “.

وجوابنا بهذا الشكل:

“-هذه كلمات فظيعة. أنتم تخدمون الإمبريالية دون علمكم. اليوم، لم تعد الإمبريالية تدخل بلدا بدباباتها ومدفعيتها وجنودها وتغزوه بالمعنى الكلاسيكي، بل اليوم يغزو الاستعمار الجديد بلدا بخبرائه ورصيده ومتطوعي السلام وقواعده، وبعبارة أخرى، من خلال إخفاء نفسه. وهي في الظاهر محلية، لكنها في الواقع تواصل سلطة الامبريالية احتلالها”.

“-الآن أسألكم؛ ما هي الطبقات والشرائح التي لديها تناقض مع الإمبريالية الأمريكية (بخلاف وساطة حكومة الحزب العدالة ‘A.P’) التي تبدو ملموسة؟

“بصرف النظر عن أولئك الذين يعملون في عدد قليل من أماكن العمل الأمريكية، لا توجد طبقة أو شريحة لديها تناقض مباشر واضح مع الإمبريالية الأمريكية في بلدنا”.

“-سلطة حزب العدالة  ‘AP’سلطة من؟ هل حكومة حزب العدالة سلطة وطنية؟ أليست سلطة حزب العدالة هي امتدادا للإمبريالية الأمريكية في البلاد؟”

“بالطبع ، لا يمكن لشعب أن يروا الإمبريالية الأمريكية بشكل ملموس. اليوم الذي يراه فيه بشكل ملموس، فهذا يعني أن الإمبريالية قد وصلت إلى نهايتها في تركيا”.

تحت حجج والدعاية مكثفة مناهضة الشيوعية… والخ الثورة المضادة موجودة في بلد شبه مستعمر وشبه إقطاعي، تخفي حالها والتي اخترقت البلاد حتى النخاع، وتحت قمع الإمبريالية الأمريكية. ما هي المهمة الملحة التي تنظرنا نحن الاشتراكيين البروليتاريين؟أليس هو طرد الإمبريالية الأمريكية من تركيا من خلال إعطاء الوعي المناهض للإمبريالية لجميع الطبقات والشرائح الأخرى التي تتناقض مع الإمبريالية، وعلى راسهم البروليتاريا؟هل من الممكن إقامة سلطة اشتراكية دون التحرر من نير إمبريالية أمريكا؟”

هنا لا بد من القول لا أعتقد أن أي شخص يعمل بوعي لصالح الإمبريالية. لكن القول بأنهم لم يروا الامبريالية الامريكية بشكل ملموس لذا لا يقهمونهم، هو خدمة موضوعية للإمبريالية “.

لا حركة. صمت عميق. أخيراً يرد علينا الرئيس من خلال حديثه: ” طبعاً مايقال صحيح. لكن نحن سوف نمنح العامل وعياً مناخضاً للامبريالية. أولاً سنعطيهم الوعي الطبقي(!). من بعد إعطاء وعي طبقي، سنتحدث عن الامبريالية الامريكية”.

ويتم تمرير بند جدول الأعمال على عجل.

عند مغادرتنا سألنا هل من الممكن توزيع صحيفة” تركيا المستقلة” التي تصدرها إتحاد الاندية الفكرية (FKF) إذا قمنا بإرسالها؟ هكذا كان رد الرئيس: ” يمكننا توزيع صحيفة (تركيا المستقلة) في المدينة. لكننا لن نوزعها في المعامل ومناطق العمالية، لأن هذه الصحيفة تعطي وعي البرجوازية الصغيرة. لقد تعلمتم للتو وجهات نظرنا حول هذا الموضوع”.

تحدث العدد الأول من صحيفة “تركيا المستفلة” عن “الأحد الدامي” ، وحالة الإمبريالية الأمريكية في تركيا ودعا العمال والفلاحين وموظفين والطلاب ، باختصار ، جميع شعب تركيا إلى مقاومة الإمبريالية الأمريكية.

بهذه  النوعية كـ صحيفة تركيا المستقلة  تعطي الوعي فقط للبرجوازية الصغيرة (!)

يبدو الأمر كما لو أن هناك طبقة عاملة لا تتعارض مصالحها مع الإمبريالية الأمريكية ولن تشارك حربنا الثانية للتحرر الوطني. ووفقا لعقول هؤلاء السادة ، يبدو من الممكن بناء الاشتراكية دون التخلص من الإمبريالية (!).

هذه هي إنتهازية سعدون أرن. وها هو الوجه الحقيقي للسيد سعدون أرن!

لقد أعطى السيد سعدون أرن، الذي يبدوكـاشتراكيا حادا، وقتا طويلا من الوعي العكسي لأصدقاء الحزب الذين كانوا مسؤولين عن التأثير على البروليتاريا في تركيا، الطليعة والجيش الأكثر بطولية في حربنا الثانية للتحرير الوطني؛ من خلال القيام بأنشطة مكثفة لجعل الانتهازية سائدة في المناطق الصناعية، فقد نفذتم بنجاح سياسة استسلام الإمبريالية الأمريكية حتى يومنا هذا.

ولكن إلى متى تعتقد أنه يمكنك أن تنيم مؤيدينا الابطال والشجعان والمتحمسون الذين تمردوا على هذا النظام وانضموا إلى صفوف حزبنا للنضال من أجل إقامة تركيا اشتراكية؟

تخوفوا من رفاقنا في الحزب الذين يقفون الآن إلى جانب الانتهازية بسبب إعطائهم وعي خاطئ. تخوفوا، لأن الاشتراكيين لا يغفرون للخونة الواعين. تخوفوا ، لأنك ستشعر غدا الأيدي المتكلسة التي تصفق لكم اليوم لعدم قدرتهم على رؤية الحقيقة، في أعناقكم.

فمن ناحية، سوف تنظم الاشتراكيين البروليتاريين في ضوء النظرية الاشتراكية البروليتارية من خلال إعطاء الوعي السياسي للبروليتاريا، ومن ناحية أخرى، سوف تقف إلى جانب الطبقات والشرائحضد الإمبريالية.

في هذا الصراع، ستحاول الإمبريالية تسير البروليتاريا وحزبها إلى الطرق الخاطئة من خلال جلب العديد من العملاء المحرضين إلى صفوفنا.

لكن الستار سيغلق بانتصار الاشتراكيين البروليتاريين. سنعيش كل هذه الامور ونحن أحياء. سنرى، وكذلك سترون.

ملاحظات:

(*) نشر هذا المقال لأول مرة في 22 تموز 1969 في العدد 88 من مجلة اليسار التركي.

 (1) منظمة مقاطعة زنكولداغ هي معقل انتهازية آرين.

 (2) 7 تموز إيريلي، “يقول أعضاء المؤيدين من إيريلي أنه كان من الواضح من هروبه من هنا أنه لن يأتي”.

 (3) تم نقل الاجتماع في 5 تموز إلى زنكولداغ من قبل مجلس إدارة إيريلي من أجل إشراك المزيد من الأشخاص في المحادثة بيني وبين سعدون أرن. ومع ذلك، قام رئيس مقاطعة زنكولداغ، ربما بطلب من سعدون أرن، بالتستر على هذا الاجتماع.

 (4) كنا قد أعلنا بالفعل أن علينا المغادرة في اليوم التالي، لكننا أجلنا حركتنا لكي لا يقولوا: “لو لم تغادروا، لكنا تحدثنا عن ذلك الموضوع”.


ترجمة من تركي ألى عربي محمد كمال

image_pdf
Bunları da beğenebilirsin

Cevap bırakın

E-posta hesabınız yayımlanmayacak.