تصلنا العديد من الرسائل التي تقول: “كونوا بجانبنا، أوصلوا صوتنا”، ولذلك أردت أن أكتب هذه الكلمات…
نحن، إخوتكم في تركيا، نشعر بآلامكم بعمق، ونحمل معاناتكم في قلوبنا. ما تعانونه من ظلم ليس مجرد مأساة تخصكم وحدكم، بل هو جرح في ضمير الإنسانية جمعاء.
في كل صرخة يحاولون إسكاتها، في كل أمل يحاولون إخماده، نحن هنا، بجانبكم، ولن نتخلى عنكم.
لقد عانت شعوبنا من الظلم والاضطهاد والتهجير على مر التاريخ، ونعلم أن ظلال الطغيان مهما امتدت، فإن نور الحقيقة لا بد أن يشق طريقه وينتصر.
طالما نحمل الإيمان، والمحبة، والأمل، فلن يستطيع أحد إسكاتنا! نحن معكم اليوم كي لا تُنسى هذه الآلام، ولكي نواصل إيصال صوتكم، ونبني معًا ضميرًا مشتركًا يرفض الظلم.
رغم محاولات إسكات أصواتنا، رغم اتهامنا بالإرهاب أو التطرف، ورغم الإهانات والافتراءات، سنواصل إيصال صوتكم في الساحات، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وفي كل مكان!
اعلموا أنكم لستم وحدكم، فدعاؤنا، ونضالنا، وقلوبنا معكم!
وأما أنتم، أيها الظالمون! يا من تبنون عروشكم بدماء الأبرياء!
نعرفكم جيدًا!
نعرفكم من مرعش،
ونعرفكم من سيواس،
ونعرفكم من درسيم،
ونعرفكم من مجزرة غازي بالأمس، ومن سوريا اليوم، ومن كل مجزرة ارتكبتموها! لا تظنوا أننا خفنا، لا تظنوا أننا صمتنا!
نحن أحفاد أولئك الذين حاولتم كتابة تاريخهم بالدم والقهر،
عانينا من المجازر، وعشنا التهجير، واحترقنا بالنار، لكننا لم نركع أبدًا! وليكن ذلك همًّا عليكم!
إن كان لديكم ظلام، فلدينا نور!
إن كان لديكم ظلم، فلدينا حب وإيمان!
كما قاومنا الظلم عبر التاريخ، نقاومه اليوم أيضًا!
كل صوت تسكتونه سيولد منه آلاف الصرخات!
وكل بيت تهدمونه، سيكون أساسًا لصمود أقوى!
وإن طال ظلام الليل، فلا بد أن يشرق الصباح!
وإن امتدت ظلال الطغيان، فلا بد أن تذوب تحت شمس العدالة!